الأحد، 6 يوليو 2014

التسامح



يعتبر التسامح أحد المبادئ الإنسانية وما نعنيه هنا هو مبدأ التسامح الإنساني كما أن التسامح في دين الإسلام يعني نسيان الماضي المؤلم بكامل ارادتنا, وهو أيضاً التخلي عن رغبتنا في إيذاء الآخرين   لأي سبب قد حدث في الماضي وهو رغبة قوية في أن نفتح أعيننا لرؤية مزايا الناس بدلا من أن نحكم عليهم ونحاكمهم أو ندين أحد منهم.
والتسامح أيضاً أن تفتح قلبك، وأن لا يكون هناك شعور بالغضب ولا لوجود المشاعر السلبية لأي شخص أمامك.
وبالتسامح فإنك تستطيع أن تعلم بأن جميع البشر يخطؤون ولا بأس بأن يخطئ الإنسان.
كما أن التسامح ليس بالأمر السهل إلا لمن يصل إليه فيسعد.
فبالتسامح تكون لك نصف السعادة. وبالتسامح تطلب من الخالق أن يسامحك ويغفر لك.
وبالتسامح تسامح أقرب الناس إليك والديك وأبناءك وكل من أخطأ بحقك.
ونعني بالتسامح أيضا أن تطلب السماح من نفسك أولاً ومن الآخرين. 
التسامح يعني العفو عند المقدرة وعدم رد الاساءة بالإساءة والترفع عن الصغائر والسمو بالنفس البشرية الى مرتبة اخلاقية عالية. والتسامح يعني احترام ثقافة وعقيدة وقيم الاخرين وهو ركيزة اساسية لحقوق الانسان والديمقراطية والعدل والحريات الانسانية العامة.

وليس التسامح فقط من أجل الآخرين ولكن من أجل أنفسنا وللتخلص من الأخطاء التي قمنا بها والإحساس بالخزي والذنب الذي لازلنا نحتفظ به داخلنا .. التسامح هو معناه العميق هو أن نسامح أنفسنا.
فمن هذه الناحية نرى كم هي عظيمة تلك النفوس المتسامحة التي تنسى إساءة من حولها،
وتظل تبتلع حماقاتهم، وأخطائهم، لا لشيء سوى أنها تحبهم حبا صادقا يجعلها تعطف على حماقاتهم تلك، وتضع في اعتبارها أنه لا يوجد إنسان معدوم الخير، ولكن يحتاج إلى مخلص يبحث عن ذلك الخير، فهي تعذرهم، لأنها تضع في اعتبارها أن من يسيء لغيره قد يعيش ظروفا صعبة أدت به أن يسيء لمن حوله، لكنه لا يجد من يعذره ويتسامح عن زلته..
فالتسامح قد يقلل كثيرا من المشاكل التي تحدث بين الأقران والأحبة لسوء الظن وعدم التماس الأعذار. فقد يكون صديقك وأخ لك ولكن لتصرف صدر منه خطأ قامت الدنيا ولم تقعد، وبدأ الشيطان يوسوس لا بد أنه فعل كذا لأنه يريد كذا، أو قال كذا يقصد كذا، وهو قد يكون ما قال تلك الكلمة لشيء ولا لسبب، إنما خرجت منه دون قصد، لذلك نقول أنه علينا أن نزن كلماتنا قبل أن تخرج لأن الكلمة رصاصة إذا خرجت فلا تعود.
وحتى تكون نفوسنا عظيمة كتلك النفوس، صافية شفافة لا تعرف الأحقاد، كالزجاجة تشف عما بداخلها، لأنها لا تحوي سوى الحب والإخلاص، تلك النفوس حقا هي التي تستحق أن تقدر وتحترم، فهي تأسر القلوب بسرعة ولأول وهلة، لأنها صدقت مع الله ثم مع نفسها فصدقت بالتالي مع خلقه...

0 التعليقات:

إرسال تعليق