الأحد، 4 أغسطس 2013

المرأة والتنمية البشرية

المرأة والتنمية البشرية



يمكن للمرأةأيضا أن تشارك في عملية التنمية انطلاقا من دورها كزوجة وربة بيت . فبالنظر إلى ما توفره لزوجها وأفراد أسرتها من الآمان النفسي والاستقرار الذي يساعدهم على العمل والإنتاج ، فإنها تصبح مساهمة في تفعيل عملية التنمية بطريق غير مباشر ، وذلك من خلال اهتمامها بمنزلها بحيث تهيئه ليكون بيئة صالحة تشكل الخلية الأولى للمجتمع الصالح. فالمرأة تربي الأجيال وتنمي فيهم حسن المسؤولية اتجاه البيئة ، وهي تتحمل مسؤولية إدارة البيت ، والتقليل قدر الإمكان من التلوث المنزلي ، واختيار ما يناسب أسرتها من المأكل والملبس ؛ وهي بكل هذا تحافظ على محيطها عبر سلوك يمارس يوميا وبشكل تلقائي . فعلى المرأة تقع مسؤوليات بيئية كبرى باعتبارها ربة بيت تهتم بنظافة منزلها وتدبير شؤونه الاقتصادية من خلال حسن استخدامها للطاقة المائية والكهربائية ، واستعمالها للطعام ، والتعامل مع المخلفات المنزلية . فهي مسؤولة عن توجيه أفراد أسرتها عن اتباع الأساليب السليمة في استخدام المياه والحد من هدره ، والاهتمام بحمايتهم من الأمراض ليتمتعوا بحياة صحية دائمة ومستمرة . ومن جهة أخرى فهي تعمل جاهدة من أجل الحصول على وضع بيئي من خلال ما تقوم به من تزيين البيت ، فلا يكاد أي بيت يخلومن نباتات الزينة التي تملأ شرفات ونوافذ الغرف لتعطي جمالا وهدوءا ، وما أكثر ما قامت به المرأة منذ القدم للمحافظة على البيئة وسلامتها ، لذلك تبقى المرأة العنصر الأساس والهام في عملية التنمية البيئية حيث يعتبر البيت المحطة الأولى في حياة أي إنسان ، فهي تقوم بترسيخ التربية البيئية لأفراد أسرتها وتنشئتهم تنشئة تؤهلهم للمحافظة على بيئتهم المحيطة ، كما تقوم بغرس القيم لحماية الموارد الطبيعية والمحافظة على النظافة والتعاون من أجل البيئة .


 يمكن للمرأة
أن تسهم في تطوير التنمية الاقتصادية انطلاقا من دورها كزوجة وربة بيت . وهنا أتوقف لأطرح تساؤلا على المرأة نفسها فأقول : هل فكرت يوما أن تعدي الراتب الذي يمكن أن تتقاضينه نظير الأعمال التي تقومين بها في البيت كزوجة وربة بيت؟

لا شك أن وظيفة المرأة داخل البيت أسمى وأكبر من أن يتم التعامل معها على هذا النحو. إن الأمومة وحدها تعتبر وظيفة سمتها الأساسية العطاء وهي لا تقدر بأي ثمن إطلاقا . نفس الشيء بالنسبة للعلاقة الموجودة بين الرجل والمرأة في هذا الإطار ، إنها شراكة موثقة في كتاب الله إلى يوم الدين ، ومادامت كذلك فلا يمكن محاسبتها بهذا المفهوم . فالزوج لا يمكن أن يحاسب زوجته على الأكل والشرب واللبس والعلاج وغيرها من الفواتير التي هومسؤول عن سدادها شرعا ، كما لا يجوز للزوجة أن تسأل عن مبالغ من المال نظير خدمة زوجها وأطفالها ، فهي مهام موكلة بها شرعا . وقد تخسر المرأة إذا دخلت في حسابات الشراكة الزوجية انطلاقا من أن عقد الزواج شرع ليجمع بين شخصين ، ومن خلاله جعل الإسلام العلاقة الزوجية قائمة على المودة والرحمة والسكن . يقول تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) . وقد حاول أحد المواقع حساب الأجر الذي ينبغي أن تتقاضاه المرأة المتفرغة لشؤون بيتها فوجد أنها تستحق حوالي 134 ألف دولار سنويا . لكن كيف تم حساب هذا الأجر ؟ قام الموقع بإحصاء الوظائف التي تقوم بها المرأة مثل : مديرة منزل ، مسؤولة حضانة ، أخصائية نفسية ، محاسبة ميزانية البيت ومسؤولة عن دخل الأسرة وإنفاقه بالشكل الأمثل ، مدرسة خصوصية فكل الأمهات تقريبا يجلسن مع أطفالهن للتأكد من أنهم يقومون بعمل واجباتهم المدرسية ، ومساعدتهم على فهم المسائل المدرسية ، ووظائف أخرى : من فض النزاعات والمشاجرات بين الأطفال وهي مهمة لا تنتهي ، تشجيع الأطفال على السلوك الجيد مع وضع الاعتبار لساعات إضافية ، والعمل في الأجازات الأسبوعية والسنوية ......

تخيلوا أن هذا العمل الجبار الذي تقوم به المرأة ولا تأخذ عنه أجرا ولا مقابلا ماديا كيف يمكنه أن يساعد على التنمية من الناحية الاقتصادية . كما يمكن للمرأة أن تسهم في التنمية من خلال دورها الإنتاجي كمعلمة وطبيبة ، وفي عدد من القطاعات الاقتصادية ، ومن خلال الأعمال التي تناسب طبيعتها وتحافظ على كرامتها والتي نهضت بها بنجاح.

تحياتى لكل أمراة ( رحمك الله امى وكل  أم  الى يوم الدين ) ان شاء الله


0 التعليقات:

إرسال تعليق