أهمية الذاكرة

 

 

 

 

 

و تتضح أهمية الذاكرة الآدمية في حياتنا اليومية عندما نواجه الوجه لها

 

و هو النسيان، فقد نتعرض لمشاكل جمة من جراء نسياننا !
ففى حياتنا كثير من الذكريات السعيدة و الحزينة،

 وهناك لحظات يخلو فيها الانسان الى نفسه و يجتر ذكرياته

فيفرح بالحلو منها  ويستنبط المر من مرها فأين تختزن الذكريات؟

 أين يوجد ذلك الحشد الهائل من بصمات الماضى و علامات الزمن ؟

 

- سنعرض لكم بعض نظريات هذه الأسئلة :

 

 

- أقدم النظريات لتفسير الذاكرة، تلك التى وضعها الفيلسوف الأشهر:

(أرسطو طاليس ) و التى تعرف باسم نظرية ” الأثر”، ومؤداها أن المخ

 هو مخزن الذكريات و أن الأحداث و التجارب و المشاهدات اليومية

تحدث أخاديد فى المخ فتبقى محفوظة هناك ! و لتبسيط ذلك صنع ( أرسطو )

قطعة من الشمع على هيئة مخ الانسان، وراح يمر بآلة حادة مرورآ خفيفآ على الشمع فرسم أخاديد أو تجاويف طويلة رفيعة على المخ الشمعى

فى محاولة لتقريب فكرته الى أذهان مستمعيه !
- اذا كانت نظرية ( أرسطو ) لا تفسر أمورا كثيرة فلماذا تعد مقبولة و مستساغة ؟

ولماذا تبقى صامدة عبر مئات السنين كتفسير محتمل للغز الذاكرة ؟

أليس وراء ذلك هو وجود أدلة من واقع الحياة تؤكد صحة ذلك

على الأقل من وجهة نظر معينة مثال ذلك أن اصابات المخ تؤدى فى أغلب الحالات

الى فقدان الذاكرة ، الأمر الذى يعنى أن المخ هو مخزن الذاكرة،

و قد تذهب محاولة التفسير الى أبعد من ذلك فتزعم أن الاصابة التى أدت

الى تلف فى المخ قد محت الأخاديد التى تختزن فيها الذكريات،

أما اذا لم تتلف الاصابة أخاديد الذكريات فى المخ فان المصاب يحتفظ بذاكرته .
- و الدليل على ذلك أنه ليست كل اصابات المخ تؤدى الى فقدان الذاكرة .

و لكن نظرية أخرى أو بالأحرى رأى آخر يقول أن الذاكرة غير موجودة بالمخ،

 و هذا ما تقوم به أحدث نظريات تفسير الذاكرة والتى تعرف باسم ( المجال التكوينى).
- صاحب هذه النظرية أمريكى و قد تقدم بنظريته العجيبة أخيرآ فقوبل بهجوم عنيف

 من قبل الصحافة العلمية، ماذا فى النظرية يجعلها جديرة بالاستقبال بخصومة سافرة ؟

 

تفترض النظرية أن نمو الكائنات الحية لا يخضع لمؤثرات من داخلها

وانما لمؤثرات خارجية وهذه المؤثرات خاصة بكل جنس من الأحياء

بمعنى أن كل جنس بشرى له مؤثر خاص .
- و من وجهة نظرنا المتواضعة أن المتعارف عليه منذ سنوات طويلة

أن منطقة قرن آمون أو ( فرس البحر ) hippo campus مسؤولة عن الذاكرة

 وعن مواجهة الأحداث الماضية وجذب ذلك عدد من العلماء لدراسة

وتصوير أمخاخ مرضى فقدان الذاكرة و تبين بما لا يثبت مجالآ للشك

ثر دراسات مكثفة وجود تغييرات مرضية فى أمخاخهم و بالأخص فى منطقة

( قرن آمون ).

- و الآن سنتناول بعض الأسئلة التى تشغلنا عن هذا الموضوع و اجاباتها :

1- معلوماتك كيف تخزنها ؟
- يتفق معظم علماء النفس على أن الذاكرة البشرية مخزن واسع له طاقة كبيرة

 تتسع للكلمات والأعداد والحقائق والتفاصيل وكذلك العلاقات والمبادئ العامة والأشخاص، وتخزين الشئ هو الخطوة الأولى فى التذكر فاذا تخطيت عملية التخزين ولم تضع الموضوع فى الذاكرة بسبب عدم الانتباه فلن يكون هناك ما تتذكره

و من الضرورى أن تخزن أو تدخل أو تسجل ما ترغب فى تذكره

وهذا يعنى أن تعيرها انتباهك و تركيزك، كما أن الذهن الصافى والجسم المستريح

 كل ذلك يؤثر بشكل ايجابى فى قدرتنا على التركيز فاذا كانت هذه الظروف غير متوفرة فوجه اللوم لها و ليس الى ذاكرتك ان كنت لا تستطيع التذكر.

2- هل يوجد فى المخ أكثر من ذاكرة ؟
- نعم، داخل عقل الانسان يوجد نوعان من الذاكرة مثل ذاكرتى الكمبيوتر، ذاكرة نشطة و هى تقوم بتداول المعلومات الفورية بسرعة ، وذاكرة دائمة تقوم بتخزين المعلومات .

3- ما هى أسباب ضعف الذاكرة ؟- ترجع أسباب ضعف الذاكرة لعدة عوامل ، وهى أسباب أو عوامل نفسية

 تؤدى الى ضعف الذاكرة والأخرى أمراض عضوية تؤدى الى تلف الذاكرة تدريجيآ .
أ- الأسباب النفسية : القلق، الإكتئاب، السرعة أو التسرع، التشويش، الادمان،

 الحرمان من النوم، تأثيرات الشيخوخة، التوتر العصبى، الهيستريا ………
ب- الأسباب العضوية : أمراض القلب، تصلب شرايين المخ، الزهايمر، اصابات المخ

أو الرأس، ارتجاج المخ، بعض الجراحات التى تجرى لتخفيف نوبات الصرع،

 مرض الزهرى، مرض نقص المناعة البشرية .

 

4- كيف تحافظ على ذاكرتك ؟- هناك عادات ملازمة طوال الحياة يمكنك أن تكتسبها لكى تساعدك على بقاء ذاكرتك

فى حالة من اليقظة و يجب أن تعترف بأن مقدار معين من ضعف الذاكرة

فى أى سن شئ عادى، و ضعف الذاكرة المرتبط بالسن لا يعد أمرا معوقا

ولا يتسم بأنه مستفحل و هناك من الوسائل والطرق التى تساعدك

فى تحصين ذاكرتك من الضعف .

- فمن أساليب الحفاظ على الذاكرة :

- تكوين ارتباطات داخل الذاكرة : أى ربط ما تريد تذكره بشئ ما تعرفه من قبل.
- تدعيم القوة الذهنية : أى ممارسة الأعمال التى تبقى عقلك سليما و نشيطا وحاضرا، مثل : حل كلمات متقاطعة، خوض مناقشات ومناظرات فكرية وعلمية جادة،

بحيث تبقى عقلك وتركيزك يستجيب الى الاثارة و المواجهة.

- الحديث الهامس مع النفس : ذلك لان استخدام الحواس المتعددة لدينا

يقلل من حدوث النسيان ، “أى أنك تربط تفكيرك بسمعك”.
- قوِى قدرتك على الملاحظة : حيث أكد الباحثون أن الذين يجيدون ملاحظة الأشياء

 من حولهم أقل نسيانآ من هؤلاء الذين يغفلون ما يدور حولهم .
- عالج عوامل التشتت و المقاطعة.
- ممارسة التدريبات الذهنية: مثال : خلص عقلك من الفوضى .
- ممارسة التدريبات البدنية: مثال : تمارين الاحماء لزيادة النشاط الذهنى.
- قلل من التداوى بالكيميائيات .
- أكثر من تناول عسل النحل و الحبة السوداء.
- نشط الذاكرة باستخدام الألوان.

5- قلق الامتحانات ….. كيف نواجهه ؟- يعتبر الخوف و القلق فى مواجهة الامتحان من الأمور الطبيعية ،

وقد يتعجب البعض حين يعلم أن القلق هنا أمر ايجابى ومفيد للغاية

وهذا ما يعرف بالقلق الطبيعى الذى يحدث استجابة لمواجهة المواقف

التى تتطلب استعدادا اضافيا، وفائدة القلق فى هذه الحالة المساعدة على تهيئة الفرد

من الناحية البدنية والنفسية لبذل مزيد من الجهد فيجمع طاقاته ويزيد من حالة اليقظة

والانتباه والتركيز مما يساعده على انجاز ما هو مطلوب منه .

- و من الطرق التى ينصح بها لمواجهة قلق الامتحانات :

- أن تبذل جهدك فى المذاكرة و لا تقصر فيها ، ثم تتوكل على الله،

 و لتعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
- أن تنظم وقتك، بحيث تجد وقت للمذاكرة، و وقت للترفيه.
- تأخذ الوقت الذى يناسبك من النوم والراحة والاسترخاء، لكى يصبح ذهنك صافيا .
- حاول أن تتغلب على قلقك من خلال ثقتك بنفسك .
- شجع نفسك على المذاكرة : ” من خلال المذاكرة مع أحد من زملائك، أو مع والديك.

و فى النهاية نقول أن لغز العقل البشرى مازال لغز كبير

لا نعرف عنه الا القليل